mercredi 29 juin 2011

ما كتبه نورالدين بالطيب حول المجموعة / موجة اثر موجة


دفء الشعر ....ونهر الكلمات



تونس-الشروق
المجموعة الأولى للشاعر الزبير بالطيب الصّادة مؤخّراعن دار براءة في 78 صفحة  وصمّم غلافه الشاعر توفيق الصغيرتكشف عن شاعر حقيقي قادم من بعيد ،من عمق الجغرافيا والروح والتاريخ .
ففي زمن يتناسل فيه الشعراء وتنحسر فيه مساحات الشعر على حساب أصوات المنابر والنظّامين الذين يفتقر شعرهم للرؤيا والنبوءة التي تميّز أي نص شعري حقيقي عن غيره من النصوص المتداولة التي تقول ما يحدث ولا تكتب ما لايرى ،في هذا الزمن من الصراخ والنهيق يأتي صوت الزبير بالطيب وكأنّه من زمن أخر ...الكثير من الطفولة والبراءة والنهل من أعماق أبار اللغة تلك الأبار التي لا يعرف سرّها إلاّمن تشبّع –بالسليقة-بثقافة عربية عميقة جوهرها القرأن الكريم وأسفار من الشعر القديم والحديث وقصيدة النثر .
قصيدة الزبير بالطيب يتوفّر فيها السؤال وهو جوهر الشّعر وعمقه فالشاعر هو عدو اليقين حبيب السؤال ولا خير في قصيدة لا تزرع فيها الأسئلة ومرارات الرحيل بحثا عن معنى في وجود بلا معنى وذلك "داء"كل شاعر حقيقي .
...من جديد رحيل ؟
متعبّ أنت يا أيّها القلب يا ممعنا في السؤال "
 وتنساب القصائد وكأنها رجع حنين بعيد وهل يوجد شعر دون حنين ولا ذكرى ولا أنتظار
"أنتظرتك ...أمعنت في الأنتظار
مللت الوقوف ومّلتني الشرفة الموصدة
أطلت الوقوف أظّن ّ....
فقررت أن أبتعد ...وأبتعدت ..."
المجموعة تضمّنت 13 قصيدة وقدّم لها الشّاعر سالم المساهلي بكلمة بعنوان "الشاعر الذي يولد كبيرا"وممّا جاء فيها "يبتعد الشّاعرعن مجايليه من الذين يتسابقون الى النشر والإدعاء وينأى بنفسه عن الصّخب والضوضاء والطيش اللغوي ويبني تجربته الشعرية في ثقة وصبر ...ينصّب أهتمامه على نصّه ،ويصغي الى دواخل نفسه دون شرود أو إغماء كما يفعل الكثيرون ممن يقولون الفوضى ويركبون الإبهام "
ويبدو الشاعر في مجموعته متعبا يبحث "عن مدن جديدة"وراء الأمواج لكن تيهه كبير وبلا جدوى ككّل الذين يهيمون على وجوههم دون مرفأ ولا مستقر على خطى الشاعر القديم "طلبت المستقر بكل أرض"أو أسوة بأبي هريرة "الذي كان كالماء يجري لم نقف له في حياته على وقفة قط كالمستعد الى الرحيل لا ينقضي عنه الرحيل"وذلك جوهر الشعر ومبتغاه .
لا يكتب الزبير بالطيب الشعر فقط ولكن يبدو لي أنّه يتساقط من أصابعه كما نهر من الكلمات والأحزان والأغاني .
في التصحّر الشعري الذي نعيشه منذ سنوات ،جاءت هذه المجموعة لتكشف أنّ الشعر الصافي مازال زمنه لم يمت .
بقلم : نورالدين بالطيب

lundi 20 juin 2011

الامانة / نص شعري جديد ... من وحي ارواح الشهداء اللذين عاهدناهم بان نكون في مستوى ما حملونا من امانة

الأمــــــــــــــــــــانــــــــة
الإهداء :
 إلى شهيدنا / عريس اختار إن يترك لنا حبيبته أمانة وغادر قبل إن يكمل معنا المشوار ... إلى تلك العروس البهية الأمانة في أعماقنا تونس الحرة الحبيبة
******
لِم غبنا  ....؟
لقد كان عرسا بهيجا
تركناك وحدك ترحل من غير أي وداع
وها نتقاسم ما قد تبقّى
القليل / القليل تبقّى
أتعرف انّه كان جميلا ...
.... زفافك
أتعرف انّأ رقصنا كثيرا
فرحنا / انتفضنا / سكرنا
أتعرف انّك ما كنت وحدك
واليوم / اليوم غادرتنا والعروس بحنّائها تنتظر
عروسك حريّة ووطن
عروسك حلم يراودنا
 مذ خبرنا المسير الينا
 الى صحونا
وعروسك جنّة خلد وخلد ...
لقد كان عرسا بهيجا
أكلنا / شربنا / انتظرناك تأتي
انتظرناك ...
غبت ... بكينا
دموعا تطهّرنا من مرارة تركك ...
تركك ...  في عتمة الحزن تنتظر الوافدين
وسلّمتنا / الخاتم الذهبي
وأوصيتنا بعروسك خيرا ...
ولكن نسينا / تركنا الجميلة مفردة في العراء
فلُمنا / ووبّخ / لعلّ الكلام العنيف يعيد إلينا الوفاء
سنخرج يا ايهذا العريس فرادى / جماعة  
سنخرج نحمي عروسك من كلّ مخلب
ومن كل مسعور يهدّدها ...
 أو يلوّث وجهه ذاك القبيحُ صفاءَ المكان
سنحرس حنّاءها
نقاء البياض بفستانها
جهازا أعدته حبّا وعشقا
نمدّ إليها يدا ونموت إذا لزم الموت
أو نتحول قطعة من جبال إلى المجد تعلو ... وتعلو ...  
دروعا لحفظ الأمانة
يا من عهدت إلينا بنحت الطريق

تقديم مجموعتي الشعرية الاولى : موجة ... اثر موجة / بقلم الاستاذ الشاعر : الصديق سالم المساهلي




في حضرة الشاعر زبير بالطيب تنبجس معالم النص المكافح من أجل التميز ... يفتح لنفسه معالم رؤية متفردة للكلمات ...تنبجس معانيها قلائد تَغنى بها العربية ... ويزدهي ديوانها .. عرفت الأستاذ زبير منذ سنوات ..يخاتل اللغة .. ويراود ناصيتها .. وهو الجنوبي الحر والأستاذ المدرك لفجاجها وشعابها ... يغمره حبها الدافق .. فتنبجس من حناياه شرايين الوجد المتدفق ..وتتبدى معالم المريدين إشارات حارقة تجتاز طقوس الكلام اليومي العابر .. إلى سبحات الوجدان المكشوف صدقا ونقاء ...لقد اكتسب الشاعر زبير من معاشرته للصحراء ..وصبره على اللغة ...وحبه للعربية أساسا مراسا ودربة وخبرة ..تعاضد موهبته الصارخة وهو يطوع لغته ويقدها فنا ..هو أرقى فنون اللغات ... وديوان العربية الأول : الشعر ..
يبتعد شاعرنا عن مجايليه من الذين يتسابقون إلى النشر والادعاء ... وينأى بنفسه عن الصخب والضوضاء والطيش اللغوي ..ويبني تجربته الشعرية في ثقة وصبر ... ينصب اهتمامه على نصه .. ويصغي لدواخل نفسه دون شرود أو إغماء ...كما يفعل الكثيرون ممن يقولون الفوضى ..ويركبون الإبهام ...يقول في نص :كان ذلك ذات أمس" :.
كان ذلك ...
ذات ريح ... ذات أمس ...
أينع الوجع الجديد
وطفت على اللحظات أطياف غريبه
لم نميّزها
ولم نعرف لمن تلك السطور
فقط قرأناها ... حفظناها ...
ولم ننس الوعود...
الرجل مسكون بالوجع إذن .. ولكن مشرئب الروح إلى الوعد الجميل .. لا ينشغل بسب الزمن .. وهجاء الواقع .. والتباكي على الماضي ..ولكنه يقول الشعر كثافة معنى في علامات دالة مترعة بالغنى الدلالي ..وفي لبوس فني بعيد عن المباشرة قريب من الناس
وكغيره من الشعراء يبوح الشاعر زبير بتعبه .. ويشكو غربته ..ولكل شاعر غربة ..ولكنه لا يستسلم ولا يهن ..ولا يغلبه الحزن .. يقول في نص :" ذكرى " :
" إنّني متعب..." قلت هذا...
ولا زلت أبحث عن مقعدٍ يحتويني
فقد يستحيل المدى أقببه...
غير أني أُِْؤْمن... أنْ سوف تجمعنا نفس هذي المدينةِ
هنا تتجلى رؤيته مسكونة بالثقة في الممكن .. مطلة على مشارف الآتي ..وذلك هو دور الشاعر باعتباره مثقفا يفتح بوابات الأمل للناس ..ولا يستبكي و لا ينهار .. وشعر الأستاذ زبير متعدد الأغراض ..لا تحركه دواعي الإيديولوجيا .. ولا تلجمه رهبة القول ، يخاطب رفيقة الذاكرة وشقيقة الروح .. فيفصح عن صبر الشاعر الذي تقطر مشاعره وعودا وشوقا للقادم المنتظر .. دون كلل أو ارتباك ..تظل بوصلته مشيرة إلى معناه المتفرد بكامل الكفاءة النادرة قياسا لغيره من المتهافتين على النشر الورقي ، يقول في نص"حنين ":
أحاول رتق ذاكرتي
أحاول رسمك الآن
أحول لو أسامحني على حزني الّذي احتدّ
أنا المنسيّ خلف الليل أنتظر
وهذا الوقت يسرقني
ولا أدري أدهر مرّ أم حلم ... ؟
و لا تأتي ..
تعج هذه المجموعة الشعرية بمفردات الهوية والانتماء ..إذ لا تخلو من عبارات : "النخل " و"الصحراء "و"الواحات " , "لغتي" ..ولكنه لا يغفل عن "الياسمين " ..و"البحر" و "الشاطئ" .و"المدينة" والشرفات" و "الرحيل " ..و" الحلم " .. وبذلك اكتسب نصه آفاقا رحبة ومدى مفتوحا تنتشي فيه الروح والمعاني .. وتتعدد المداخل والرؤى .. وتعلو الغايات والمقاصد .
أشهد أن الشاعر زبير بالطيب ..ولد كبيرا بهذه المجموعة الشعرية التي اختار فيها شكل البناء الحر محافظا على تواصله مع التراث الفني للشعر العربي ومجددا في انفتاحه على خطوات البناء الفني الذي شهده الشعر العربي الحديث ، دون أن يرتمي في بركة ما سمي ب"قصيدة النثر" التي استسهلها كثيرون فأفسدوا .. وأربكوا ..ولم يغنوا ..ولم يقنعوا ... .. ابتعد الشاعر عن العبث والفوضى وانحاز إلى المعنى مخالفا أدعياء "الصمت " فاغتنى نصه بالصور البديعة والمعاني العفيفة والمقاصد الشريفة .. ولا أشك لحظة أنه سوف يلقى من الترحاب والدراسة ما يجعله إضافة جادة ونوعية لرصيد الشعر العربي المعاصر .

                                           
        .سالم المساهلي / الكاف في 28/11/2010

dimanche 19 juin 2011

نص : ذكرى / تسجيل صوتي


صور متنوعة

مقطع من قصيدة :وانسى

                                                                                 غلاف مجموعتي الشعرية الاولى

 

                                                                                    اخترت لكم

                                                                             الاعداد للمجموعة الشعرية الثانية

حوار بين الفصيح والدارج مع الصديق الحافظ جابر


  
 وعدتني


الزّبير بن بالطّيب
===========
لـــــــــــم نـــــــلـــــتـــق
وعدتني ... يومها وعدتني
اقسمت بالرّحيل و المدى
وعدتني ...
انّ الغياب لن يطول و انّنا سنلتقي
ذات صفاء
واليوم مرّت السّنون ...
وهرم المكان ...
واقفر الحان الذي اعرفه
وكلّ شبر في المدى خراب او جراح
واليوم لم تعد ... لم نلتق ...
يا كاذبا احبّه ... يا موغلا في الصمت والشّرود
يا انت ... يا ...
بعض الذّي يكبّل الخطى


حافظ جابر
==========
تاه الهوى مابين ماضي وحاضر
صارت تفاصيل الغرام....... حكايتي

ظنّيت في بعدك تلاشى شوقنا
والحان كانت شاهدة .......
بيها نكستي رايتي
==========================
سال القلم حرّك وجع بعادنا
نلقاه طيفك ساكن........
فايت وجع البعد
ما نسيت كانك ناسية ......
وردة بقت في وادنا
واوراق كانت زاهية........
دوّى عليها الرعد
ماعاد فايح عطر في ميعادنا
ضاع ودّنا ......
ضاع حلمنا.....
ضاع الوفا والوعد
عاهدتني..................
وبيدك رسمت نهايتي
*******************

الزبير بن بالطيّب
============
مذ فرقتنا الهاجرة ... تذكرها ؟؟؟؟
احتدّ بنا الوجع / واينعت مخاوف السكون
اما انا فعدت ... فعدت ذات ... امس
او ربما استعادني الرصيف
ها ممعنا في الحلم قد اتيت ... مرتبكا / مكبلا بصمت ...
كانت ... زوايا العمر تحتلها الوجوه ....
مرّوا ... ومرّوا ...
تذكرهم ؟؟؟؟
كانوا سكارى مثلنا / كانوا بقايا حلم
و اليوم ... امّا اليوم
فموحش ذاك الرصيف ....


حافظ جابر
==========
تكسّر بقايا حلمنا يا....... غالية
وموج البحر عالي.......
حتى توارى صوتنا ....وايّام عمري خالية
غنّيتلك موّالي

كنتي عناوين الحياة...
داخل حنايا القلب....... كنتي فالية

وكنتي شقاي وبسمتي...
والزاد في ترحالي

وكنتي مراكب للنجاة....
... وانت مراسي الذاكرة
.......وانت اهدافي....... وغايتي

ضجّت حروف الشوق
وبالدمع عيني..... مالية
نراجع تواريخ الغلا........
ما تكون هذي.... كفايتي
يا غ الية ..................


الزّبير بن بالطّيب
==========
للشوق ايقاع مُريب
من كان في القصيد .... ؟
من اشرع الابواب للرحيل ؟
واحتدّ بي الفراغ ...
أُطلّ من خراب علّي اراك عدت
وعدتني ... انت الذي وعدتني ...
كذبت ؟ ...
واليوم ... شاء الليل ان اعود
للقفر نفس القفر
للحان نفس الحان
للصمت ... للمدى
وتزهر الالام من جديد




Bas du formulaire